تغريد طائر الكناري:
تعتبر جزر الكناري الواقعة في الساحل الغربي لإفريقيا في المحيط الأطلسي هي الموطن الأصلي لطيور الكناري.
أسم طيور الكناري أخذ من أسم الجزر نفسها وليس أن الجزر سميت بالنسبة لطيور الكناري.
طير الكناري البري الأصلي لا يختلف كثيرا عن الحالي بالرغم من التهجين الكثير الذي طرأ عليه. فلون الكناري البري مثل العصفور البري ( الدوري) بني على أخضر. وهي من عائلة طائر ألفينك (Finch). أسر قبل 500 سنة للتكاثر خارج الجزر وبالذات في الأقفاص من قبل الأوروبيين ومر بتغيرات وتحولات في الألوان والأجناس واليوم توجد أنواع كثيرة وألوان متعددة.
طورت سلالات كثيرة مصنفة حسب النوع أو الغناء أو اللون. فالكناري الألماني الرولر معروف بغنائه منذ سنوات عديدة. والكناري الأمريكي المغرد نوع جديد طور في الولايات المتحدة وهو يأتي من تزواج ما بين الرولر الألماني والبوردر, ويوجد التيمبرادو الأسباني ويوجد الكناري البلجيكي المغرد المشهور الآن في كافة أنحاء العالم. وتوجد أنواع ليست تربى للغناء بل لأشكالها الغريبة وحجمها الكبير وأنواعها مثل البوردر(ذو الرأس الكبير لجسمه) والجلوستر والفيفي والليزارد. واليوركشير والنرويجي وحجمهما ضعف حجم الكناري العادي ومنها من له ريش على رأسه مثل التاج ومنه له ريش طويل حول عنقه وجسمه (مفتل) مثل الباريزيان حيث أول من ينظر إليه لكبر حجمه وريشه المفتول يعتقد انه حمامة. أما حسب اللون فهي تربى للون ريشها المميز مثل الأصفر المخضر, السيلفر, البرونز, الزهري, الدايمورفيك, الأسود والمزرق.
لا تحتاج طيور الكناري إلى جهد في تربيتها لكنها بحاجة إلى تغذية كاملة متوازنة وإضاءة مبرمجة لأنها تعيش في الأقفاص وهي لا تتكاثر بكثرة مثل ألفينك والطيور الأخرى مما يجعل سعرها مرتفعا .
هذه ترجمة لفصل من كتاب : الدليل الكامل لكناري الألوان : Guide Complet Des CANARIS De Couleur
للكاتبة و العالمة المختصة في علم الطيور الفرنسية : إليزابيث غيسموندي : Elisabeth Guismondi
عنوان الفصل : أصل و تاريخ : Origine et histoire
صفحات : 12-13-14 الترجمة :
الكناري البري هو أصل كناري الأقفاص و هو طائر صغير يتراوح طوله ما بين 12 سنتم و 13 سنتم لونه أخضر-أصفر مع خطوط متقطعة بنية-رمادية و هو إلى يومنا هذا لا يزال يعيش حرا طليقا في أرخبيل جزر الكناري ،جزيرة ماديرا : Madère و جزر الآصور: Açores.
يرجع اكتشافه المزعوم إلى القرن الخامس عشر و ذلك حين غزا الإسبان جزر الكناري و أصبحوا أسيادها المطلقين. قلت الاكتشاف المزعوم لأنه في الحقيقة كان سكان جزيرة الرأس الأخضر : Cap-Vert الموجودة على بعد مائة كلم من الشمال إلى سواحل إفريقيا الغربية يعرفون و يحبون هذا الطائر الصغير ذا التغريد العذب بل في الحقيقة كانت معظم النوافذ في منازل الجزيرة تحتوي على أقفاص صغيرة في كل منها طائر كناري.
أول من ربى هذا الطائر الجميل هم رجال الكنيسة الإسبان الذين أدركوا بسرعة الفوائد الاقتصادية التي يمكن جنيها من تربيته، وكانوا يبيعون الذكور فقط و بأثمنة باهظة بحيث كانت العائلات الميسورة وحدها هي التي يمكنها الحصول على ذكر كناري.
وكان يعتقد بأن سبب تربية الذكور وحدها هو أنها هي التي تغرد من دون الإناث، و لكن في الحقيقة كان الرهبان يحتفظون بالإناث لأنفسهم حتى تبقى تربية و تجارة الكناري حكرا عليهم و حدهم.و لكن أخيرا و مع بداية القرن السابع عشر وصلت تربية هذا الطائر إلى أوربا و بالتحديد إلى إيطاليا.
في الواقع هناك عدة روايات حول دخول الكناري إلى أوربا ، والرواية الأكثر شيوعا هي
أن بعض البحارين الإيطاليين استطاعوا بطريقة ما الحصول على بعض الإناث من مناطق عيشها في البرية. و الرواية الثانية هي أن بعض التجار الإيطاليين أغروا و أقنعوا بعض الرهبان ببيعهم بعض الإناث. و الرواية الثالثة تقول أن بعض التجار استحوذوا على بعض طيور الكناري في دير اسباني. و هناك رواية أخيرة و هي طريفة ألا و هي أن سفينة من السفن الإيطالية و التي كان على متنها من بين الأمتعة طيور الكناري واجهت عاصفة بحية انتهت بتحطمها على سواحل جزيرة إلبا: Elbe فهربت طيور الكناري و اتخذت الأشجار و النباتات في الجزيرة ملجأ لها و تكاثرت هناك و تم صيد بعضها و منها بدأت تربية الكناري في إيطاليا.
في وقت قصير وصلت تربية الكناري إلى منطقة الألب بفضل التجار والمربين الإيطاليين وفي الواقع كان التجار المولوعون بهذه الطيور يعرضونها في مقاطعة تيرول: Tyrol وفي سويسرا ، بلجيكا ، هولندا وصولا إلى السويد وفي روسيا ، تركيا و مصر.
ظهرت أول طفرة في لون الكناري نتيجة تعاقب الأجيال في الأسر و كان ذلك سنة 1670 و هكذا ظهر أول تحول من اللون الحبشي إلى كسوة صفراء زاهية. و بعد ذلك ظهرت عدة طفرات أخرى .و ابتداء من القرن السابع عشر أصبحت تربية الكناري مهمة جدا بالنسبة لمنطقة تيرول: Tyrol حيث كان معظم سكان المنطقة جبليون يعملون في الحقول و مناجم الفحم و كان دخلهم ضعيف الشيء الذي شجعهم على تربية الكناري من أجل تزويد دخلهم عن طرق بيعها و بخصوص هذه النقطة يجب الإشارة إلى أن هذه المطقة المنجمية من تيرول التابعة ل إمست كانت من أكبر المراكز لتربية و تسويق الكناري. و في هذه المنطقة كان القرويون ينتجون الطيور التي توزع لاحقا في معظم مناطق أوربا.كان التجار المحملون بطيور الكناري ينطلقون من بلدة إمست: Imst في شهر أغسطس ثم يعودون إليها في فترة الصوم الأكبر. و استنادا لكتب كتبت في هذه الفترة كان التجار يحملون صناديق مملوءة بالكناري تصل قيمتها إلى 350 قطعة نقدية ذهبية للصندوق الواحد.
في نورمبورغ: Nuremberg وحدها في القرن السابع عشر تم إحصاء 8000 طير كناري تم تربيتها غالبا من طرف الصناع التقليديين فاشتهرت هذه المدينة بتربية و تجارة الكناري إلى درجة أن سلطات هذه المدينة سنت قوانين صارمة لردع الغشاشين من التجار الذين كانوا يبيعون طيور كناري من مناطق أخرى تحت اسم كناري نورمبورغي أصلي.
ومن هنا انتشرت هواية تربية هذا الطائر الجميل الذي أسر القلوب في جميع أنحاء أوربا و توالت الطفرات في الألوان حتى أصبح عدد ألوان الكناري يفوق 200لون لإمتاع الآلاف من الهواة و المربين.
طائر جميل أنيق حسن الصوت مستأنس، يحب الصحبة ويكره الوحدة، يتكاثر داخل أقفاص، موطنه الأصلي جزر الكناري، أحبّه البحارة فنقلوه معهم إلى مواطنهم، ومنها انتشر إلى جميع أنحاء العالم، وقام الهواة بتهجينه وتخيّر الصفات الوراثيّة الأفضل من حيث الشكل واللون والصوت، فحصلوا على طيور مغرّدة جميلة وجذّابة، ويعيش الطائر (5 6) سنوات .
تكاثر طيور الكناري:
* تعتبر الفترة من بين فصلي الربيع والخريف هي موسم التكاثر للكناري .
* إذا لم يحدث توافق بين الذكر والأنثى يفضّل تغيير أحدهما .
* تبيض أنثى الكناري داخل قفص التكاثر من (2 6) بيضات كلّ مرّة في عش تفرشه بالخيوط والريش ويفضّل وضع قطعة من لباد الصوف داخله .
* في اليوم الخامس لحضانة البيض افحص البيض بواسطة مصباح كشّاف للتأكّد من تخصيبه، واطرح من العش البيض غير المخصّب .
* يفقس البيض بعد 14 يوم من تاريخ البيضة الثانية .
* يعتمد الفرخ على نفسه بعد 14 يوم من خروجه من البيضة، ويكتسي بالريش الملوّن .
* أضف عشاً جديداً إلى القفص لتقوم الأنثى بالحضنة الثانية وضعه في الزاوية المقابلة للأولى .
* بعد اكتمال البيض ثانية، انقل الفراخ مع الذكر إلى قفص جديد ليعتمدوا على أنفسهم بمساعدة الذكر .
تغذية طائر الكناري:
* يحتاج الطائر في القفص إلى الطعام الصحي المتوازن، وإلى الماء النظيف يوميّاً .
* ويتكوّن الغذاء المتوازن من:
البذور: وهي مصدر الطاقة، وتتكوّن من: 75% بذر كناري، و15% بذر لفت، و10% بذور مختلفة مثل: بذر الكتان، وبذر الشوك .
الخضار: السبانخ، والخس، والملفوف، والبقدونس، والجرجير، والفلفل الحار، والبروكلي .
الفواكه: التفاح، والإجاص، والفراولة، والبرتقال .
الكالسيوم: قشر البيض، وعظم الحبّار .
* قدّم بيض الدجاج المسلوق خلال فترة البيض لتعويض نقص البروتين عند الأنثى، وتوقّف عن تقديمه بعد انتهاء البيض .
2
تنبيهات للمربين:
* العناية بنظافة القفص مهمّة جداً للمحافظة على صحّة الطيور، ويفضل فرش قاع القفص بقطعة من الورق، وتبديلها مرّة أو مرّتين بالأسبوع .
* أزل بقايا البيض لأنّه يفسد بعد مدّة قصيرة .
* ضع وعاء الاستحمام داخل القفص وأزله عندما تنتهي الطيور من الاستحمام، خشية أن تشرب الطيور منه .
* تحتاج الطيور إلى 8 ساعات للنوم يوميّاً .
* ضع قفص الطيور في مكان مرتفع، وفي جو معتدل بعيداً عن مجرى الهواء ومبعث الروائح والغازات (المطبخ) .
* لا تحرّك القفص كثيراً ولا تضعه في مكان كثير الاهتزاز (فوق البرّاد) خشية فساد البيض .
* امسك الطائر بلطف، ولمسك الطائر ضع يدك فوق ظهره بحيث يكون ذيله في وضع مستو مع الرسغ من الداخل، وتكون الرأس بين الأصبع الأوّل والثاني، بينما الإبهام وبقيّة الأصابع حول الأجنحة .